الجمعة، 9 مايو 2025
تعطس القطط من وقت لآخر، ويُعد ذلك رد فعل طبيعيًا يساعد على طرد المهيجات من الممرات الأنفية. وفي معظم الحالات، لا يكون العطس العرضي مدعاة للقلق، بل قد يكون ببساطة نتيجة الغبار أو حبوب اللقاح أو إحساس بالدغدغة في أنف القطة. ومع ذلك، إذا كان العطس متكررًا أو مستمرًا، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة صحية كامنة تتراوح ما بين حساسية القطط الخفيفة إلى عدوى أكثر خطورة.
ما الذي يسبب عطس القطط؟
معرفة سبب عطس قطتك يساعدك على اتخاذ الخطوات المناسبة للعلاج. إليك أبرز الأسباب الشائعة:
حساسية القطط
يمكن للقطط أن يكون لديها حساسية مع مرور الوقت تجاه مواد بيئية متعددة، مثل الغبار وحبوب اللقاح والعفن و الأتربة. وتُعد حساسية القطط من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى العطس، خصوصًا في فصل الربيع أو في البيئات المغلقة التي تحتوي على مهيجات. حتى المنتجات المنزلية مثل المعطرات أو مواد التنظيف قد تُثير حساسية القطط وتسبب عطسًا متكررًا.
الالتهابات
من الأسباب الشائعة الأخرى لعطس القطط: التهابات الجهاز التنفسي العلوي الناتجة عن الفيروسات أو البكتيريا. من أشهر الفيروسات المسببة للعطس فيروس الهربس السنوري وفيروس الكاليسي. وتؤدي هذه الفيروسات إلى عطس متكرر، خاصة في البيئات التي تعيش فيها عدة قطط.
كما أن الالتهابات البكتيرية مثل بوردتلاّ برتوسيس يمكن أن تُسبب عطسًا وسعالًا وإفرازات أنفية ملوّنة، خصوصًا لدى القطط الصغيرة. هذه الالتهابات كثيرًا ما تأتي بعد ضعف في المناعة.
حتى الفطريات مثل "الكريبتوكوكوسيس" قد تكون وراء عطس القطط. هذه الفطريات تدخل الجسم عند استنشاقها من التربة أو الخشب المتحلل، ما يسبب أعراضًا مثل العطس وإفرازات الأنف، خاصة إذا كانت القطط تعاني من حساسية القطط.
الأجسام الغريبة
عندما تدخل أجسام صغيرة مثل الأتربة أو الحشائش إلى الممرات الأنفية للقط، فقد يُسبب ذلك نوبات عطس متكررة وإذا استمر العطس لفترة طويلة، قد يكون الجسم الغريب عالقًا ويحتاج لتدخل بيطري فوري.
أمراض الأسنان
قد لا يعرف كثيرون أن أمراض الأسنان تؤدي إلى العطس. فالعدوى أو الالتهاب في اللثة والأسنان، خصوصًا في الفك العلوي، قد تنتقل إلى الممرات الأنفية. وغالبًا ما تكون حساسية القطط جزءًا من هذه المشكلة أيضًا، حيث تجعل الأنسجة أكثر تهيجًا وعرضة للعدوى.
الأورام الأنفية
الأورام داخل الأنف يمكن أن تُسبب عطسًا مزمنًا. فهذه الكتل تعيق التنفس وتُسبب تهيجًا مستمرًا. وفي بعض الحالات الشديدة، قد تظهر إفرازات دموية. إذا لم تُشخّص قطتك بأي مرض آخر لكن لا يزال العطس مستمرًا، فقد يكون ورمًا داخليًا مرتبطًا أيضًا بحالات حساسية القطط المزمنة.
تشخيص أسباب عطس القطط:

عندما تعطس القطط بشكل متكرر، فعادةً ما يكون هناك عامل مرضي سبباً لهذه الأعراض. فريقنا البيطري يستخدم مجموعة من الوسائل الحديثة لتحديد السبب بدقة. إليك الطرق التي نعتمدها لتشخيص عطس القطط، بما في ذلك حساسية القطط:
الفحص السريري
في الزيارة الأولى، يقوم طبيبنا البيطري بفحص أنف القطة و حلقها وعينيها لرصد أي علامات عدوى أو إفرازات أو تورم. كما نراقب تنفّس القطة ونرصد أي سلوك غير طبيعي يساعدنا على الكشف عن مشاكل تنفسيّة أو انسدادات أنفية محتملة نتيجة حساسية القطط أو غيرها من الأسباب.
مسحات أنفية
نستخدم الخزعة لتحليل الأنسجة المحيطة وفحصها بحثًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية و يقوم مختبرنا الداخلي بفحص العينة لتحديد ما إذا كانت هناك مسببات مرضية نشطة. هذه الخطوة تعزز دقة التشخيص، خاصةً إذا كانت حساسية القطط تُرافق عدوى أخرى.
تحاليل الدم
تحاليل الدم تساعدنا في الكشف عن الالتهابات أو ضعف المناعة، أو حالات أخرى قد تؤدي إلى العطس. كما تُظهر التغيرات في عدد خلايا الدم، وهو ما يعطينا فكرة أوضح عن مدى تأثير حساسية القطط أو غيرها من العوامل على صحة القطة.
تقنيات التصوير الطبي
إذا اشتبهنا في وجود جسم غريب أو ورم في الأنف، قد نوصي بالتصوير التشخيصي بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية (CT). هذه الوسائل التصويرية المتقدمة تمكّننا من رؤية المشاكل الداخلية بدقة عالية، خصوصًا إن كانت حساسية القطط ليست السبب الوحيد للعطس المستمر.
المنظار الأنفي
في الحالات المعقدة، نستخدم منظارًا صغيرًا يحتوي على كاميرا لفحص التجويف الأنفي بعمق. هذا الفحص يتيح رؤية السلائل الأنفية أو الأورام أو العدوى العميقة التي لا تظهر بالأشعة، ويمكن أخذ خزعة إضافية لتحليل شامل. هذه التقنية مفيدة في استبعاد حساسية القطط كسبب رئيسي.
طرق علاج عطس القطط:

يعتمد العلاج على مدى شدة الحالة الصحية، ففي بعض الأحيان يمكن استخدام أدوية عامة، بينما قد تتطلب الحالات الأكثر تعقيدًا حلولاً علاجية متخصصة. إليك أشهر طرق علاج عطس القطط:
مضادات الهيستامين أو الكورتيزون
إذا كان سبب العطس هو حساسية القطط، فقد تكون مضادات الهيستامين أو الكورتيزون خيارًا مناسبًا. حيث تعمل مضادات الهيستامين على تقليل تفاعل الجسم التحسسي من خلال حجب مستقبلات الهيستامين، مما يساعد على تقليل العطس. و في بعض الحالات، يتم استخدام الكورتيزون لتخفيف الالتهابات الناتجة عن حساسية القطط، خاصة إذا كانت الحساسية قد أثّرت في الممرات الأنفية.
ولتسريع التحسن، يُنصح دائمًا بتجنّب مسببات حساسية القطط مثل العطور أو الغبار أو المنظفات القوية.
الأدوية المضادة للميكروبات
تشمل هذه الأدوية مضادات الفيروسات والبكتيريا والفطريات، بحسب نوع العدوى المسببة للعطس. بالنسبة للعدوى الفيروسية، مثل فيروس الهربس أو الكاليسي، يتم استخدام علاجات داعمة ومضادة للفيروسات. و نظرًا لأن هذه الفيروسات لا يمكن علاجها نهائيًا، فإن تعزيز المناعة عبر التطعيمات ضروري لحماية القطة.
أما إذا كانت العدوى بكتيرية، فيتم اللجوء إلى المضادات الحيوية مثل "دوكسي سايكلين" أو "أموكسيسيلين". ويجب الالتزام بالجرعات الدقيقة للحصول على نتائج فعالة. وبالنسبة للعدوى الفطرية، تُستخدم مضادات الفطريات لتقليل العطس والسيطرة على مصدره.
العناية بالأسنان
إذا كان العطس ناتجًا عن أمراض الأسنان، فإن علاج المشكلة الأساسية يُعد أمرًا أساسيًا لشفاء القطة. و تتضمن خيارات العلاج تنظيف الأسنان و إزالة الجير و خلع الأسنان المصابة، واستخدام المضادات الحيوية. حيث تساعد هذه الإجراءات في تقليل الالتهاب والعدوى التي قد تنتقل من الفم إلى الممرات الأنفية، مما يخفف العطس بشكل واضح. ننصح دائمًا بالعناية المنتظمة بأسنان القطط لدعم العلاج والوقاية من حساسية القطط الناتجة عن الالتهابات المزمنة.
العمليات الجراحية
في الحالات التي يكون فيها السبب هو وجود أورام في الأنف، فإن التدخل الجراحي يكون الخيار الأساسي. تُجرى فحوصات إضافية مثل الخزعات أو التصوير الشعاعي لتحديد طبيعة الورم (حميد أو خبيث) واختيار أفضل طريقة للعلاج.
الرعاية الداعمة
بالإضافة إلى العلاجات الأساسية، نقدم رعاية داعمة تشمل إعطاء السوائل الوريدية للحفاظ على ترطيب الجسم، وتقديم وجبات غذائية طبية أو مضادة للحساسية للحفاظ على صحة القط، خاصة إذا كان يعاني من حساسية القطط.
الوقاية من عطس القطط:
قد يكون من الصعب منع عطس القطط بشكل كامل، ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها في المنزل للمساعدة في تقليل احتمالية العطس. إليك بعض النصائح للوقاية من عطس القطط.
نظافة البيئة
الحفاظ على نظافة منزل القط من أهم وسائل الوقاية. الغبار والعفن والمواد المهيّجة المحمولة في الهواء تُعد من الأسباب الشائعة لعطس القطط وظهور أعراض حساسية القطط. يُنصح بتنظيف السجاد والأثاث بانتظام، واستخدام منقّي هواء لتحسين جودة الهواء وتقليل المهيجات.
التطعيمات
التطعيمات تقي القطط من العدوى الفيروسية مثل الهربس القططي والكاليسي، وهي من الأسباب الرئيسية لمشكلات الجهاز التنفسي والعطس. و الالتزام بجدول التطعيمات يعزز مناعة القط ويساعد في تقليل مخاطر حساسية القطط الناتجة عن العدوى المزمنة.
الزيارات الدورية للطبيب البيطري
الفحوصات المنتظمة الموجودة بعيادتنا البيطرية تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض التنفسية وأمراض الفم. الفحص الدوري للأسنان والجهاز التنفسي يسمح بتشخيص أسباب العطس في وقت مبكر، خاصة تلك المرتبطة بـ حساسية القطط، مما يسهل بدء العلاج المناسب قبل تفاقم الأعراض.
الخاتمة:
عطس القطط قد يكون أمرًا طبيعيًا، لكن إذا استمر لفترات طويلة أو ترافق مع أعراض أخرى، فقد يشير إلى مشكلة صحية أعمق. من خلال فهم أسباب العطس، سواء بسبب العدوى أو حساسية القطط، يمكنك توفير العناية اللازمة لصديقك المقرّب، وضمان راحته وصحته.
مشاركة
اشترك الآن لتصلك أحدث الأخبار والتحديثات
سجّل للحصول على نصائح أسبوعية حول صحة الحيوانات الأليفة من أطبائنا البيطريين.