اشترك الآن لتصلك أحدث الأخبار والتحديثات
سجّل للحصول على نصائح أسبوعية حول صحة الحيوانات الأليفة من أطبائنا البيطريين.
الأربعاء، 5 مارس 2025
داء المقوسات في القطط: الأسباب والأعراض والتشخيص
داء المقوسات هو مرض طفيلي يسببه Toxoplasma gondii، ويؤثر على القطط وغيرها من الحيوانات. ويُعد من أكثر الأمراض الطفيلية شيوعًا بين القطط، رغم أن العديد منها لا تظهر عليه أي أعراض. كصاحب قطة، من الضروري أن تكون على دراية بالمخاطر المرتبطة بهذا المرض.
هذه العدوى تُصنف كمرض حيواني المنشأ، أي أنها يمكن أن تنتقل إلى البشر، خاصة للنساء الحوامل وللأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، حيث قد تشكل خطرًا كبيرًا عليهم.
في هذا المقال، سنستعرض داء المقوسات في القطط، بما يشمل أسبابه وأعراضه وطرق تشخيصه، بالإضافة إلى العلاجات المتاحة وسبل الوقاية منه.
كيف تُصاب القطط بداء المقوسات؟
ينتقل داء المقوسات إلى القطط بطرق متعددة، وفهم هذه الطرق يساعد في الوقاية من العدوى وحماية قطتك وأفراد أسرتك.
1. تناول لحوم حيوانات مصابة
القطط التي تخرج للصيد معرضة بشكل أكبر للإصابة، حيث قد تتغذى على طيور أو قوارض مصابة تحمل الطفيلي في أنسجتها. وعند تناولها، تنتقل العدوى مباشرة إلى القط.
2. التعرض لبراز قطط مصابة
أكثر مصادر العدوى شيوعًا هي ملامسة البويضات الطفيلية الموجودة في براز القطط المصابة. إذا قام القط باستخدام صندوق فضلات غير نظيف، فقد يلتقط العدوى بسهولة. لذلك، يُنصح بتنظيف صندوق الفضلات يوميًا للحد من خطر الإصابة.
3. تناول اللحوم النيئة
قد يؤدي تناول القطط للحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا إلى زيادة خطر إصابتها بداء المقوسات. لهذا السبب، يُفضَّل تجنب تقديم الأطعمة النيئة لها. وإذا كنت تعتمد الطعام المنزلي بناءً على توصية الطبيب البيطري، فتأكد من طهي اللحوم جيدًا للقضاء على أي طفيليات.
4. شرب مياه ملوثة أو تناول طعام ملوث
يمكن للقطط أن تصاب بداء المقوسات إذا شربت ماءً ملوثًا أو تناولت طعامًا ملوثًا بالطفيليات. لذا، احرص على توفير مياه نظيفة لقطتك وتنظيف أوعية الطعام والماء بانتظام.
أعراض داء المقوسات عند القطط

قد تمر الإصابة بداء المقوسات دون أعراض واضحة، لكن بعض القطط، خاصة الصغيرة والمريضة، قد تعاني من مشكلات صحية.
أبرز أعراض داء القطط
ضعف الشهية
إذا لاحظت أن قطتك تأكل أقل من المعتاد أو ترفض الطعام تمامًا، فقد يكون ذلك مؤشرًا على إصابتها. ففقدان الشهية قد يؤدي إلى ضعف عام وانخفاض الطاقة.
الإرهاق والخمول
القطط المصابة قد تبدو كسولة أو تنام لفترات أطول من المعتاد، وربما تتجنب الأنشطة التي كانت تستمتع بها سابقًا.
ارتفاع الحرارة
قد تشعر أن جسد قطتك دافئ أكثر من المعتاد، أو قد تلاحظ سلوكيات غير طبيعية مثل البحث عن أماكن باردة أو غيرها.
صعوبة التنفس
قد تلاحظ أن قطتك تلهث أو تصدر أصوات أزيز أثناء التنفس. هذه علامة على احتمال تأثر الرئتين بالعدوى.
نوبات الصرع
في الحالات الشديدة، قد تصاب القطط بنوبات تشنج، مما يشير إلى وصول الطفيليات إلى الدماغ وتأثيرها على الوظائف العصبية.
اضطرابات بصرية
قد تلاحظ تغيرات في عيون القطة، مثل الاحمرار أو التورم، مما قد يؤثر على رؤيتها على المعاد البعيد ويستلزم ذلك علاجًا سريعًا.
قد تختلف الأعراض من قطة لأخرى وفقًا لشدة الإصابة وصحة القطة بشكل عام.
تشخيص داء المقوسات عند القطط:
إذا ظهرت على قطتك علامات العدوى، فمن الضروري استشارة طبيب بيطري لإجراء التشخيص المناسب. تشمل الفحوصات الشائعة ما يلي:
1.فحص الدم
يستخدم هذا الفحص للكشف عن الأجسام المضادة ضد الطفيلي، مما يساعد في تحديد ما إذا كانت القطة مصابة.
2.تحليل البراز
قد يطلب الطبيب البيطري اختبارًا للبراز للكشف عن البيوض، ولكن نظرًا لأن الطفيلي لا يُطرح باستمرار، فقد لا يكون الاختبار حاسمًا دائمًا.
3.الفحص بالتصوير والخزعة
إذا لم تستطع تحاليل الدم والبراز تحديد إصابة قطتك بداء المقوسات، فقد ينصح الطبيب البيطري بإجراء خزعة أو فحص تصويري لرصد الطفيليات داخل أنسجة القطة.
طرق علاج داء المقوسات في القطط

عند تشخيص قطتك بداء المقوسات، ستجد أن هناك خيارات علاجية متاحة. ويشمل العلاج عادةً أدوية مضادة للطفيليات إلى جانب رعاية متكاملة تساهم في تحسين حالتها الصحية.
قد يصف الطبيب البيطري مضادات حيوية للقضاء على الطفيليات المسببة للمرض، و ذلك مع اختيار النوع المناسب بناءً على درجة خطورة العدوى.
في الحالات المتقدمة، قد تحتاج القطة إلى رعاية إضافية، مثل السوائل لتعويض الجفاف أو أدوية لتخفيف الألم والغثيان. وإذا تدهورت الحالة بشكل خطير، فقد يكون التنويم في المستشفى ضروريًا.
معظم القطط تستجيب للعلاج بشكل إيجابي، وكلما تم اكتشاف العدوى مبكرًا، زادت فرص التعافي الكامل.
الوقاية من داء المقوسات
لا يمكن منع داء المقوسات تمامًا، لكن هناك إجراءات تساعد في تقليل احتمالية تعرض قطتك للعدوى.
1.حافظ على بقاء قطتك داخل المنزل
القطط المنزلية أقل عرضة للإصابة، حيث لا تصطاد حيوانات قد تكون ناقلة للمرض ولا تشرب مياه ملوثة. الحد من خروج القطة يقلل خطر التقاط الطفيليات.
2. تقديم طعام مطهو بالكامل
الطعام المطهو يقلل من خطر الإصابة، إذ إن اللحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا قد تحتوي على الطفيليات المسببة لداء المقوسات. تجنب تقديم وجبات نيئة لقطتك.
3.احرص على تنظيف صندوق الفضلات بانتظام
يجب تنظيف صندوق الفضلات يوميًا لإزالة أي بقايا قد تحتوي على الطفيليات. ارتدِ القفازات عند التنظيف، واغسل يديك بعدها مباشرة.
4.إبقاء قطتك بعيدة عن القطط الضالة
القطط الضالة تحمل داء المقوسات بنسبة كبيرة، لذا من الأفضل منع قطتك من التفاعل معها لحمايتها والحد من انتشار الطفيلي.
كيف يؤثر داء المقوسات على الإنسان

على الرغم من إمكانية انتقال داء المقوسات من القطط إلى البشر، فإن الخطر منخفض جدًا عند اتباع إجراءات الوقاية المناسبة. يجب أن تكون النساء الحوامل أكثر حذرًا، لأن المرض قد ينتقل إلى الجنين.
يفضل أن تتجنب الحوامل تنظيف صندوق الفضلات أثناء الحمل. وإذا كان ذلك ضروريًا، فمن المهم ارتداء القفازات وغسل اليدين جيدًا بعد ذلك. وينطبق هذا أيضًا على الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
لحماية نفسك وعائلتك، احرص على طهي اللحوم جيدًا، وتنظيف الفواكه والخضروات بشكل دقيق، والاهتمام بالنظافة عند التعامل مع فضلات القطط.
ختاماً
يشكل داء المقوسات لدى القطط خطرًا صحيًا لكل من الحيوان الأليف والعائلة. لكن مع الرعاية والاحتياطات المناسبة، يمكنك حماية الجميع.
من خلال إبقاء القطة داخل المنزل، تقديم طعام آمن ومطهو جيدًا، والحفاظ على نظافة البيئة، يمكن تقليل خطر الإصابة. وإذا ظهرت أي أعراض على قطتك، استشر الطبيب البيطري في أسرع وقت ممكن.
عبر الالتزام بالتوعية والإجراءات الوقائية، ستتمكن من حماية صحة قطتك وعائلتك.